اطلقت عائلة المتهم «محمد أمين القاسمي» في اغتيال الشهيد «شكري بلعيد» صيحة فزع على خلفية اختفاء ابنهم من سجن «المرناقية» لمدة اربعة ايام دون ان يتمكنوا معرفة تواجده او اي اخبار عنه .
«الشروق» زارت العائلة في منطقة الكرم قبل ان ترافقها الى سجن «المرناقية» اين تم اكتشاف سر اختفاء صاحب الدراجة النارية والمتهم بالمشاركة في اغتيال الزعيم السياسي «شكري بلعيد» بمعية القاتل «كمال القضقاضي».
تعذيب وتنكيل
بعد محاولات يائسة دامت اربعة ايام لزوجة محمد امين القاسمي المدعوة «هالة فرح» لمعرفة اخبار عن زوجها الذي غادر زنزانته بسجن المرناقية دون معرفة خفايا ذلك حسب ما اكده مرافقوه والمتهمون الرئيسيون في نفس القضية لمحامية المتهم , تمكنت امس من كسر قيود غموض الاختفاء بعد ان نجح شقيقه محمد علي القاسمي في زيارته حوالي الساعة الثانية بعد الظهر بعد الحاح وتوسل لإدارة السجن التي مكنته من زيارة مباشرة دامت حوالي الربع ساعة .
بخطى ثقيلة ومتعثرة خرج محمد علي القاسمي من سجن «المرناقية» بعد زيارته لشقيقه الاصغر اين وجد الزوجة هالة فرح في انتظاره على احر من الجمر ليمتنع عن الكلام في البداية مكتفيا بعبارة «عذبوه والله حرام» ثم ينساق في الحديث ليؤكد ان محمد امين تعرض الي ابشع انواع التعذيب حيث بدت اثار جروح عميقة على معصميه كما انه عاجز عن تحريك يده اليمني وهو في حالة نفسية وجسدية سيئة للغاية على حد تعبيره مضيفا ان شقيقه لم يتفوه بكلمة واحدة ما عدا « الله المستعان» وكان بين الحين والاخر ينظر اليه خلسة رافعا معصميه لتأكيد أثار التعذيب خاصة ان الزيارة حضرها عدد كبير من قوات الامن التي رابطت بالمكان .
اللحية
حسب ما اكده شقيق المتهم فإن سبب التعذيب يعود اساسا الي خلاف جد بينه وبين احد اعوان السجون اثناء ارغامه على حلاقة ذقنه وهذا ما جعله يدخل في حالة هيستيرية جعلته عرضة للتعذيب والتنكيل باعتبار ما تمثله «اللحية» بالنسبة اليه ولعقيدته وهنا تدخلت زوجته مستغربة هذا السلوك مع زوجها خاصة أن المتهمين الاخرين باغتيال شكري بلعيد لم يعاملا بنفس الطريقة وحافظا على شكلهما المتدين مشككة في رواية إدارة السجن وطالبت هالة فرح بضرورة فتح تحقيق فوري في الموضوع مشيرة الى ضرورة ان يأخذ القضاء مجراه الطبيعي دون اللجوء الى ممارسات التعذيب هذه التي تذكرها بالمنظومة السجنية في عهد بن على حد قولها .
«السيلون»
وعن مكان اختفاء شقيقه قال محمد علي القاسمي ان احد الاعوان اعلمه انه كان يقبع في قبو تحت السجن الـ«سيلون» اين تعرض لأبشع انواع التعذيب حيث تم تعليقه بالقيود الحديدية ويتوضح ذلك من خلال اثار الاعتداء على يده المكسورة ومعصميه المجروحين وارجع سبب اخفائه الى محاولة طمس جريمة المعتدي وحسب المعلومات الاولية التي توفرت له فان صاحب هذا التصرف هو ملازم اول وقد طلب الاعتذار من العائلة ووعدهم بحسن معاملته لاحقا ورغم ذلك فانهم تمسكوا بفتح تحقيق فوري في الواقعة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في ما وقع لمحمد امين وهدد شقيقه بكشف حقائق خطيرة مؤكدا ان وزارة الداخلية لفقت الجريمة لاخيه.
وزارة الداخلية: محمد أمين اعترف بجريمته وتصريحات العائلة لا تهمنا
نفى مصدر من وزارة الداخلية اختفاء المتهم بقتل الشهيد شكري بلعيد المدعو «محمد أمين القاسمي» من السجن كما ادعى شقيقه.
وأضاف المصدر ذاته ان المسجون تعرض فعلا الى وعكة صحية تم نقله اثرها الى المستشفى ثم أعيد مجددا للسجن وهو في حالة صحية جيدة مستغربا تصريحات أخ المتهم معتبرا إياها محاولة يائسة من العائلة قائلا: «فليعلموا ان إبنهم متورط في العملية».
وأضاف المصدر أن المتهم محمد أمين القاسمي اعترف بتورطه في قتل الشهيد شكري بلعيد ولكنه تعلل بأن المدعو كمال القضقاضي خدعه وتلاعب به.
زوجة محمد أمين القاسمي تخرج عن صمتها وتكشف: هكذا أطاح «كمال القضقاضي» بزوجي
خرجت هالة فرح عن صمت دام أكثر من ستة أشهر لتكشف حقيقة العلاقة التي تربط بين القاتل «كمال القضقاضي» وزوجها محمد أمين المتهم الثاني وصاحب الدراجة النارية التي نفذت بها الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها المناضل الشهيد «شكري بلعيد».
اكدت «هالة أن زوجها محمد أمين القاسمي تعرف على كمال القضقاضي في «صفقة موتورات» حيث اشترى منه هذا الاخير دراجة نارية فخمة وباهظة الثمن وأوهمه أنه لا يجيد القيادة فكان في كل مرة يطلب منه ان يساعده في قضاء بعض شؤونه الخاصة إلى أن كسب ثقته وأصبح من المقربين اليه واستغله في تنفيذ الجريمة.
سبع مرات
اصطحب كمال القضقاضي محمد أمين القاسمي سبع مرات إلى مكان تنفيذ الجريمة دون أن يكون هذا الاخير على علم بنية القاتل في اصطياد فريسته حسب ما صرحت به هالة فرح مشيرة إلى أن زوجها حاول عديد المرات الاستفسار من «القضقاضي» عن سر وجودهما في المنزه وتحديدا في ذاك الشارع ولكن كان في كل مرة يوهمه بأنه يقوم بعمل انساني لبعض «الاخوة» دون المزيد من الإيضاحات لتفاجأ يوم الواقعة بانه تورط معه.
وأضافت محدثتنا أنه بتاريخ 6 فيفري 2013 اتصل «القضاضي» كعادته بمحمد امين وطلب منه مساعدته في قيادة الدراجة النارية فلم يمانع ووصلا إلى مكان الجريمة ليترجل القاتل نحو منزل الضحية في حين بقي زوجي ينتظره على الطريق الرئيسي «اكس 20» وبعد مرور بضع دقائق سمع صوت الرصاص لينتبه إلى «كمال» يركض نحوه ويأمره بإطلاق العنان بالدراجة في أقصى سرعة دون ان يمهله ثوان لاستيعاب ما حصل وبوصولهما إلى جهة حي النصر امره بالنزول بعد ان نزع له قبعته ورماها بعيدا ليواصل مشواره تاركا اياه في حيرة من أمره.
العودة
قالت «هالة» إن محمد امين عاد يوم الحادثة إلى منطقة الكرم وتحديدا بحي «5 ديسمبر» وجلس باحد المقاهي في حيرة من أمره ليفاجأ بنبإ اغتيال شكري بلعيد في المكان الذي كان متواجدا به وليتأكد حينها ان «القضقاضي» تلاعب به وورطه معه في اخطر قضية ارهابية عرفتها تونس فعاد إلى منزله وقد بدت عليه علامات التوتر والقلق وامر زوجته بعدم مغادرة المسكن وكان يكرر جملة واحدة طوال الايام التي سبقت القبض عليه وهي «راني تورطت وخايف عليك».
كما طرحت محدثتنا عديد الاسئلة من بينها أين اختفت الدراجة النارية التي نفذت بها الجريمة خاصة انها ليست تلك التي عرضتها وزارة الداخلية؟ وما حقيقة سلمان المراكشي المتهم الرابع بقتل «بلعيد» والتي أعلنت سلطة الاشراف عن اختفائه يوم 6 فيفري في حين أنه كان يتصل بزوجها ما بعد هذا التاريخ وظل بتونس إلى حدود يوم 24 فيفري؟ وأين اختفت الاربع خراطيش التابعة للمسدس الذي نفذت به الجريمة؟
هكذا عاش محمد أمين المتهم باغتيال شكري بلعيد
ولد محمد أمين القاسمي يوم 18 اوت 1987 بمنطقة حيدرة من ولاية القصرين
ـ متحصل على شهادة فني في الالمنيوم
ـ تزوج بهالة فرح سنة 2009
ـ سافر إلى ليبيا صحبة زوجته واستقر بطرابلس لمدة 6 اشهر ثم عاد إلى تونس بسبب مرض والدته.
ـ قبل الثورة التونسية عاد إلى طرابلس ليواصل عمله إلى أن توفي ابنه معاذ بعد اربعين يوما من ولادته.
ـ إثر الثورة الليبية اضطر الى العودة مجددا الى تونس بسبب وفاة والدته واستقر بجهة الكرم ثم رزق لاحقا بطفل اخر سماه «معاذ» .
ـ صاحب محل للألمنيوم وتاجر درجات نارية
