نقابة الامن الجمهوري : هذه أسرار «ديڤاج» للرؤساء الثلاثة

مازالت النقابات الامنية متمسكة برفعها لشعار «ديقڤاج» في وجه الرؤساء الثلاثة اثناء مراسم تأبين الشهيدين عن سلك الحرس الوطني اللذين اغتالتهما ايادي الارهاب معتبرين ان هذه الخطوة ردة فعل طبيعية بسبب تراكم اخطاء الحكومة في حق عشرات الالاف من رجال الامن.

نقابة الامن الجمهوري تكشف لـ«الشروق» اسرار غضب قوات الامن من الرؤساء الثلاثة وطردهم من ثكنة العوينة.

تراكمات

قال وليد زروق كاتب عام مساعد نقابة الامن الجمهوري ان غضب الأمنيين من الرؤساء الثلاثة ناتج عن صمتهم المريب حول الاحداث الارهابية التي تعرفها البلاد على غرار ما حدث في جبل التل بدور اسماعيل بـ«قبلاط» حيث ثبت تواطؤ جهات سياسية في الجريمة التي راح ضحيتها رجلا أمن مضيفا ان الارهابي احمد الرويسي المشارك في جريمة اغتيال كل من الشهيدين شكري بلعيد ومحمد الابراهمي كان يقود العملية الارهابية عن بعد حيث عثر على رقم هاتفه الجوال في المنزل وكان يعلم اعضاء الخلية الارهابية بتحركات رجال الامن.

وكما أكد وليد زروق ان طرد الرؤساء الثلاثة ناتج ايضا عن تراكمات كثيرة يجهلها الرأي العام الذي لو علم حقيقة الوضع في البلاد في الفترة الحالية وفي ظل هذه الحكومة لأصابته صدمة كبرى فمثلا فرقة مكافحة الارهاب نجحت في القبض على العديد من الارهابيين متلبسين بحمل السلاح وتم لاحقا الافراج عنهم بتدخل شخصي من سياسيين بارزين في البلاد وهذا يؤكد وجود رغبة من جهة معينة معلومة للجميع تهدف إلى إضعاف هذا الجهاز لحساب أجندات سياسية تخدم مصالحها.

وأضاف الكاتب العام السابق لنقابة السجون والاصلاح ان رفع شعار «ديڤاج» في وجه رئيس الجمهورية ردة فعل طبيعية من قبل قوات الامن والحرس الذين يعيشون احساس القهر, مؤكدا انه تم القاء القبض في الفترة الاخيرة على ابن احد القياديين السياسيين وبحوزته اسلحة وملابس خاصة بقوات الامن والجيش الوطني وتم اطلاق سراحه بأوامر عليا من مسؤولين لم يستوعبوا بعد ان وضع البلاد في خطر وعليهم ان يلتزموا الصمت.

الحقيقة

من جهته قال «محمد الرويسي» كاتب عام نقابة الامن الجمهوري انه من بين اسباب طرد الرؤساء الثلاثة من قبل قوات الامن بثكنة العوينة هو عملية الاستفزاز التي نفذها المرزوقي والعريض وبن جعفر حين تماطلوا في تأبين الشهيدين وتركوا عائلاتهم تنتظر في الوقت الذي كانوا يحتسون فيه «القهوة» ويتسامرون غير عابئين بألم رجال الامن الذين خسروا زميلين من خيرة سلك الحرس الوطني مضيفا ان احساس الاعوان بالقهر والظلم جعلهم ينتفضون وهذا حقهم المشروع.

و اكد محدثنا ان هناك سياسيين أهانوا قوات الامن في عديد المناسبات على غرار نائبة المجلس التأسيسي «محرزية العبيدي» التي وصفتهم بالدجاج او ما قاله السياسي اسكندر الرقيق بان رجال الامن هم ابناء «الحجامة ليلى بن علي وكانوا ينتظرون لساعات من اجل مرور موكب بن علي» قائلا في سياق آخر ان خطابات رئيس الجمهورية لم تكن منصفة ايضا في حق ابناء المؤسسة الأمنية فقد كان في كل مرة يتعمد مهاجمتنا وتقزيمنا.

ماذا يقول القانون؟

ـ ينصّ الفصل  الثاني من القانون عدد  70 لسنة 1982 مؤرخ في 6 أوت 1982 المتعلق بضبط القانون الأساسي العام لقوات الأمن الداخلي على أنه:

«يرجع أعوان قوات الأمن الداخلي بالنظر إلى وزير الداخلية تحت سامي سلطة رئيس الجمهورية الذي ياذنهم ويأمرهم مباشرة أو عن طريق الوزير الأول أو وزير الداخلية ويتصرف الوزير الأول في قوات الأمن الداخلي وذلك طبقا لما جاء به الدستور وخاصة أحكام الفصل منه»

ـ ينصّ الفصل  67 من المجلّة الجزائية على أنه « يعاقب بالسجن مدّة ثلاثة أعوام وبخطيّة قدرها مائتان وأربعون دينارا أو باحدى العقوبتين كل من يرتكب أمرا موحشا ضدّ رئيس الدولة »

معطيات تاريخية

ـ يوم 14 جانفي 2011 أوقفت فرقة مقاومة الارهاب، بقيادة سمير الطرهوني، عددا من أفراد عائلة وأصهار زين العابدين بن علي في مطار تونس قرطاج الدولي ومنعتهم من مغادرة البلاد، في تمرّد على أوامر بن علي، قبل أن يتمّ تسليمهم الى الجيش ثم تتم محاكمتهم.

ـ 24 جانفي 2011 اقتحام مكتب وزير الداخلية فرحات الراجحي عندما كان مرفوقا بالجنرال رشيد عمار قائد القوات البرية بالجيش الوطني، مما اضطر احدى الفرق الأمنية الى تهريبه  خارج  الوزارة.

ـ السادس من سبتمبر 2011، الاعتداء على الوزير الأول الباجي قائد السبسي من قبل عدد من أعوان الأمن احتجاجا على وصفه لهم بالقردة.

ـ  18 أكتوبر 2013 رفع «ديقاج» /ارحل/ dégage في وجه الرؤساء الثلاثة  المنصف المرزوقي وعلي العريض ومصطفى بن جعفر بثكنة العوينة، أثناء تأبين عوني حرس وطني استشهدا في قبلاط أثناء التصدي لارهابيين.

منى البوعزيزي

المصدر : الشروق