قايد السبسي : التغيير يجب أن يشمل رئيس الجمهورية وعلى النهضة مراجعة مواقفها من مبادرة الرباعي الراعي للحوار

أكد رئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي صباح الأحد 22 سبتمبر 2013 في افتتاح المجلس الوطني لحركة نداء تونس بالعاصمة  ضرورة تعديل مبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني لتشمل تنقيح القانون المنظم للسلط العمومية بما يتماشى مع المتغيرات السياسية ويضمن استقلالية الحكومة  وفق تعبيره.

وتعليقا على المبادرة التي أعلن عنها يوم السبت رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي  أكد قايد السبسي أن  التغيير يجب أن يطال منصب رئاسة الجمهورية  قائلا في هذا الصدد أن عيب مبادرة الاتحاد هو أنها لم تشمل مؤسسة الرئاسة رغم أنها جزء لا يتجزأ من السلطة التنفيذية.

ولاحظ أن استمرار المرزوقي في منصبه سيفسد حسب قوله  العملية السياسية في البلاد ومساعي البحث عن حلول توافقية .

وفي سياق آخر أوضح الباجي قايد السبسي أن جبهة الإنقاذ قبلت خارطة الطريق  التي تقدم بها الرباعي كحل للازمة السياسية التي تمر بها البلاد  رغم ما عرفته هذه المبادرة من تراجع عن المطالبة بحل المجلس الوطني التاسيسي.

وأضاف أن النهضة لم توافق على هذه المبادرة وعبرت عن تمسكها بالسلطة رغم أنها فشلت في إدارة البلاد ولم تستجب لمتطلبات الثورة وتفاقمت في فترة إدارتها أزمة البطالة وغلاء المعيشة وتواصل التهميش والحيف الجهوي حسب تقديره.

وحمل قايد السبسي الحكومة الحالية  مسؤولة إدخال الأسلحة إلى البلاد  متهما إياها ب التورط في الإرهاب وخلق مشكل مع دول الجوار  بتهاونها في التصدي لهذه الظاهرة وفتح المجال أمام الشبان للذهاب إلى سوريا وإرسال الفتيات لجهاد النكاح  حسب قوله.

ودعا حركة النهضة إلى مراجعة مواقفها والابتعاد عن ازدواجية الخطاب وعن التصريحات الداعية إلى العنف قائلا  أن فرصة الخروج من هذه الوضعية مع حفظ ماء الوجه ما زالت متاحة أمامها وان تمسكها بمواقفها سيزيد في تعميق الأزمة ويدخل البلاد في المحظور .

وذكر رئيس حركة نداء تونس بأن كل المؤشرات الاقتصادية أصبحت سلبية وأن البلاد تمر وفق ما يؤكده الخبراء الاقتصاديون والمنظمات الدولية  بأزمة اقتصادية خانقة وبأزمة أمنية واجتماعية  مشيرا إلى أن الوضع لم يعد حسب تقديره  يحتمل مزيد الانتظار أمام إحجام المستثمرين والدول الأجنبية عن المساعدات وتقديم القروض لتونس اقتناعا منها أن الحكومة الحالية لا تملك القدرة على إخراج البلاد من الوضع الذي تردت فيه  على حد تعبيره.

كما تحدث عن الظروف التي حفت باللقاء الذي جمعه بباريس بتاريخ 15 أوت الفارط مع رئيس حركة النهضة موضحا انه  تم التطرق خلاله إلى الأزمة السياسية في البلاد دون أن يتم أي اتفاق بين الطرفين رغم الاقتناع بضرورة التوصل إلى حل توافقي .

من جهته أكد أمين عام حركة نداء تونس الطيب البكوش  أن الأحزاب السياسية المنضوية تحت جبهة الإنقاذ ستبدأ التعبئة من أجل إجبار الحكومة على الرحيل   وذلك استجابة لقرارات الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل  معبرا عن دعمه للمساعي الهادفة إلى تجميع القوى السياسية والمدنية لإنجاح العملية المصيرية في تونس .

وأضاف أن تولي النهضة الحكم  خطأ استراتيجي لغياب مفهوم الدولة عند قيادييها  موضحا أن حركة النهضة  لم تتعظ من درس 6 فيفري 2013 واستمرت منذ استقالة حكومة حمادي الجبالي   في استنساخ نفسها مع تعديلات طفيفة لذر الرماد على العيون مع مواصلة نفس السياسة وانتهاج نفس المواقف  حسب قوله.

وأوضح أن حركة نداء تونس  قبلت بالمبادرة الأخيرة للرباعي الراعي للحوار رغم عدم رضاها عن صيغتها ورغم تراجع الرباعي عن التزامه بتحميل الحكومة مسؤولية فشل مبادرته  لكنها وافقت رغم ذلك  اقتناعا منها بأن النهضة سترفض المبادرة وستتمسك بالسلطة .

وأكد البكوش أن تونس تعيش اليوم برأيه  صراعا بين ديمقراطيين وغير ديمقراطيين لا صراعا بين علمانيين ومتدينين كما تروج له عدة أطراف في الخارج ومنها رئيس الجمهورية  على حد تعبيره مشددا على ضرورة إجبار الحكومة على الرحيل.

المصدر : وكالة تونس إفريقيا للأنباء