لم تكن الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة عادية في جبل الشعانبي حيث تطورت الأمور إلى تبادل لإطلاق النار بين المجموعات المتحصنة بالجبل وعناصر الجيش الوطني أسفرت حسب ما بلغنا من أخبار عن إصابات في صفوف المسلحين وإصابة رقيب من الجيش إصابة خفيفة جدا لم تستوجب حتى نقله إلى المستشفى.
انطلقت المواجهات في حدود الساعة 23 وثماني دقائق ليلا تقريبا عندما بادرت عناصر من المجموعة المسلحة بإطلاق النار على عناصر الجيش على مستوى منطقة رأس الثور ببئر أولاد نصر الله التابعة إداريا لمعتمدية فوسانة فرد أفراد الجيش بواسطة الرشاشات والمدافع بإطلاق نار كثيف أسفرت عن سقوط عديد الجرحى في صفوف المسلحين وبلغنا انه تم القاء القبض على اثنين من المجموعات.
وتواصلت المواجهات إلى فجر يوم أمس الجمعة ويبدو أن احتداد المواجهات كانت فيه رغبة من المسلحين لإنقاذ جرحاهم حتى لا يقعوا في أيدي عناصر الجيش الوطني واستمع سكان مدينة القصرين التي تبعد عن الجبل حوالي 17 كيلومترا إلى اطلاق الرصاص الكثيف والقذائف حتى الفجر وتجدد القصف في حوالي الخامسة والنصف من صباح أمس على الواجهة المطلة على المحمية كما قصفت قوات الجيش مواقع يشتبه في أن تكون الجماعات متحصنة فيها بواسطة طائرات لـ Gazelle وذلك منذ الثامنة من صباح أمس الجمعة، هذا وحل فجر امس في حدود الثالثة فجرا أمير لواء قائد جيش البر محمد الصالح الحامدي بالقصرين لقيادة العمليات بنفسه وعقد اجتماعا لرفع معنويات قواته وأبلغهم أن ساعة الحسم قد قربت وربما تكون قبل العيد كما بلغنا أن تعزيزات من فرقة طلائع الحرس الوطني وفرقة مكافحة الارهاب قد التحقت بالجبل علاوة على تعزيزات أخرى من عناصر الجيش من ثكنة قفصة.
طائرات F16 وF5 وGazelle على الخط
بلغنا من مصدر عسكري مطلع أن عمليات التمشيط ستشهد مشاركة طائرات F16 وF5 علاوة على طائرة عمودية متطورة جدا وصغيرة الحجم تعرف باسم Gazelle بإمكانها التوغل بسهولة بين أشجار الغابات التي تشارك الآن في العمليات مما يعني إصرار عناصر الجيش الوطني على إنهاء هذا الأمر كما وصلت دبابات إضافية إلى الجبل وعناصر مختصة وتم تطويق الجبل بالكامل الذي تتواصل حرائقه حيث أتت النيران على 8 هكتارات كاملة 6 منها من جهة قرية الدغرة وهكتاران من جهة قرية البركة، هذا وقد بلغنا أن العناصر المحاصرة في الجبل يبلغ عددهم 45 عنصرا علما أن الاقتراب من الجبل أصبح يشكل خطرا كبيرا من جراء القصف المكثف حيث مرت من فوق رؤوسنا لما كنا بصدد التغطية قاذفة مدفعية أطلقها جنود من ساحة تمركزهم بالقرب من الجبل لا تبعد عنا سوى 200 متر مما أفقدنا السيطرة على أنفسنا لبعض الوقت قبل أن نغادر المكان بسرعة تحت دوي المدافع والقصف.
بيان أمني
هذا وقد أصدرت الجمعية التونسية للعمل من أجل أمن جمهوري بيانا تلقت «الشروق» نسخة منه توجهت فيه بالعزاء إلى عائلات شهداء تونس من عسكريين وأمنيين ومدنيين ودعا إلى تضامن التونسيين كلهم بمختلف توجهاتهم الفكرية والايديولوجية من أجل مصلحة الوطن أولا وأخيرا ودعا السياسيين إلى عدم ارهاق المؤسستين العسكرية والامنية بتجاذباتهم السياسية وحذر من مغبة اقحام المؤسستين في الصراعات السياسية ودعا جميع التونسيين إلى معاضدة جهود الاجهزة الامنية بتوفير المعلومة المفيدة. علما أن البيان جاءت فيه مطالب أخرى ولكننا اقتصرنا على ما هو مرتبط بالأحداث.
أزمة قلبية
نتيجة لزحف نيران غابات الشعانبي على 40 خلية من النحل تابعة لأحد سكان منطقة مجاورة للشعانبي والقضاء عليها نهائيا تعرض صاحبها إلى أزمة قلبية ألزمته الاقامة في المستشفى الجهوي بالقصرين في حالة صعبة للغاية على ضياع مورد رزق عائلته الوحيدة.
