أفادت معطيات متوفرة لـ«الشروق» ان هناك تحذيرات من قرب «خروج» الخلايا النائمة للجماعات الارهابية من «مخابئها» بأماكن مختلفة من مدن البلاد من بينها العاصمة وذلك بعد نجاح الأجهزة العسكرية والأمنية في تضييق الخناق عليها وإجبارها على مغادرة عدة جبال كان تختبئ داخلها بالاضافة الى التحرك القوي لجهاز الاستعلامات في تعقّب أماكن «اختفاء» تلك الجماعات.
وتجدر الإشارة الى ان وزارة الداخلية لم تنف امكانية وجود «خلايا ارهابية» نائمة في بعض المناطق بالبلاد. كما ان الجنرال رشيد عمار وخلايا حديثة على قناة «التونسية» إبان اعلانه التقاعد من الجيش الوطني، شدد على ان عددا هاما من الجهاديين المنخرطين في جماعات ارهابية، تدرّبوا في جبل الشعانبي وجبال أخرى خاصة بالشمال الغربي للبلاد. وبحسب الجنرال عمار فإن من يتدربون لأشهر يغادرون الجبل وتلتحق به جماعات أخرى «منتدبة» حديثا لتدريبها بدورها، كما ان المغادرين لا يبارحون حدود البلاد بل من المرجح جدا أنهم يلتحقون بعدد من المدن والمناطق الحضرية بعد خضوعهم لكافة مراحل التدريب وأضحوا على جاهزية قتالية عالية وعلى قدرة كبيرة على التعامل مع أنواع مختلفة من الأسلحة.
وحذّر الجنرال رشيد عمار آنذاك من أن تلك الجماعات أصبحت «خلايا نائمة» لا تنتظر سوى «تعليمات» خروجها لمواجهة أجهزة الدولة.
وفي هذا الاطار، فإن التحرك القوي للجيش الوطني لضرب «معقل» الارهابيين بجبل الشعانبي وبداية إيقاف عدد من المتحصّنين به، وتمشيط الجبال القريبة من الشعانبي وكذلك جبال أخرى بالشمال الغربي للبلاد وتحديدا بولاية الكاف، هذا التحرّك الذي تقابله «حراسة» غير مسبوقة من السلطات الجزائرية، وبداية تصاعد وتيرة حراسة الحدود مع ليبيا، كل هذه العوامل وبحسب معطيات متوفرة لـ«الشروق» نجحت في إجبار باقي المتحصّنين بالجبال على مغادرتها، والالتجاء الي أماكن بمدن تونسية من بينها العاصمة التي تتوفر على أحياء كبرى تساعد على «الاختفاء».
ومن جهة أخرى، فإن الاجهزة الأمنية بدأت تكشف عن أمكن اختفاء ما يعرف بالخلايا النائمة ودخلت في مواجهات مسلّحة مع بعضها، على غرار ما حدث في سوسة، روّاد والوردية، كما أن جهاز الاستعلامات العامة صعّد مؤخرا من وتيرة تعقّب هذه الخلايا النائمة و«حصر» أماكن تواجدها واختفائها في حرفية عالية بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات العسكرية.
وبحسب المعطيات المتوفرة فإن هذه النجاحات الهامة والمتتالية في ضرب «بؤر» الارهاب، تصاحبها تحذيرات من امكانية تحرّك بات وشيكا للخلايا الارهابية النائمة، والتي قد تمرّ من محاولات إرباك الأمنيين والعسكريين على غرار مذبحة الشعانبي والعبوات الناسفة لدوريات أمنية ووسائل التهديد الى مرحلة المواجهة الشاملة مع الاجهزة الأمنية والعسكرية وقد ينطلق ذلك بمهاجمة المقرّات الأمنية والعسكرية على غرار ما حدث مؤخرا في مدينة حيدرة من ولاية القصرين.
