كتيبة "عقبة بن نافع" لم تتكوّن بعد الثورة كما يعتقد البعض، فحسب الخبير الأمني يسري الدالي فإن كتيبة "عقبة بن نافع" أصدرت أوّل بيان لها في 2005 وكان بيان تهديد ضدّ السلطة، بعد الحملة التي شنها نظام بن علي آنذاك على المحجبات
من خلال حملة أمنية لحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التربوية وفي أماكن العمل.. ويقول الدالي: إن نشر ذلك البيان حرّك "المياه الراكدة" و"أيقظ" الخلايا النائمة والتي بدأت في تكثيف نشاطها الافتراضي من خلال عمليات الاستقطاب وبث الفكر الجهادي، لا سيما وأن إصدار بيان على الأنترنات في ذلك الوقت يعتبر تحدّيا كبيرا للسلطة.. ويؤكّد الدالي أنه في ذلك الوقت ورغم أن تنظيم القاعدة ليس تنظيما هرميا بطبعه بقدر ماهو تنظيم أفقي افتراضي إلاّ أن جرأة كتيبة "عقبة بن نافع" في ذلك الوقت ودون أيّ اتفاق مكتوب -بل اتفاق افتراضي- جعلها تقود تحرّك الخلايا النائمة فيما بعد والتي انضوت جميعها تحت رايتها، كما مهّد هذا التحرّك وخاصّة على مستوى الجهاد الألكتروني إلى أحداث سليمان فيما بعد.. وبعد هذا البيان، يذكر الخبير الأمني يسري الدالي أن السلطة كثفت نشاطها واستطاعت من 2005 إلى حدود 2010 الإيقاع بـ120 نواة أو خلية إرهابية نائمة وكل خلية تضمّ في صفوفها بين 3 و4 عناصر..
بعد الثورة صرّحت القيادات الجهادية أن تونس أرض دعوة وليست أرض جهاد.. لكن الأمور تغيّرت بعد ذلك والسبب حسبما يؤكّده يسري الدالي أنه منذ البداية لم تحسن الأطراف الرسمية التعامل مع الظاهرة الجهادية أو الإرهابية في تونس، ويضيف محدّثنا: "حادثة دوار هيشر كانت المنعرج في العمليات الإرهابية فمنذ هذه الحادثة باتت هذه الجماعات تنعت قواتنا المسلحة بالطواغيت التي ينبغي محاربتها، فعملية المداهمة التي تمت في دوار هيشر وأسفرت عن مقتل امرأة كانت سببا في غضب هذه الجماعات والعنف الصادر عنها بعد ذلك، وكان يفترض أن يطبّق القانون بعد المداهمة ويسأل أعوان الأمن عن الأسباب التي أدّت الى مقتل المرأة، علما وأن هذا الإجراء معمول به من قبل.. وخطورة هذا الحدث أنه مع تنامي شعورالاضطهاد وحبّ الانتقام لدى هذه المجموعات بمثل هذه الأحداث قد يسرّع في المواجهة ويبدّل أيضا وجه التاريخ..
و
عادة ما تتكوّن الكتيبة الجهادية من 60 عنصرا أو 30 عنصرا أو 12 عنصرا وهو أقل عدد يمكن أن تتشكّل منه الكتيبة، والكتيبة المتحصّنة بالشعانبي وحسبما أفادت به مصادر أمنية فان عدد عناصرها يرجّح أن يكون في حدود 30 عنصرا، وهذه العناصر تتقاسم الأدوار فيما بينها، إذ نجد من يهتمّ بتوفير الأغطية وتهيئة أماكن الراحة، وهناك من يهتم بالمؤونة والتخزين وهناك أيضا من يهتم بإصلاح الأسلحة وتجهيزها للقتال وكذلك نجد في الكتيبة من يتولـّى عملية شحن الهواتف النقالة بالأشعة الشمسية، كذلك نجد مع الكتيبة من يكون مختصّا في التمريض ويكون قد مارس في السابق مهنة التمريض أو له معلومات أولية في الطب كأن يكون قد درس الطب بالإضافة إلى أنه لا بدّ أن يكون للكتيبة عناصر مختصة في صنع المتفجرات وله خبرة ولو أولية في الكيمياء.. بحيث أن الكتيبة تتطلب بنية هيكلية معينة وهي لا تستطيع التحرّك بأقل من 12 عنصرا، اثنان منهم يقومان بعملية الاستطلاع التقليدي أو بمنظار ليلي يعمل بالأشعة تحت الحمراء وكذلك لا بدّ من وجود عنصرين على الأقل لتأمين الماء والغذاء..".
المصدر:الصباح الأسبوعي
